المشاركات

عرض المشاركات من 2011

حول مفهوم الهوية

وقفت نخب دول العالم الثالث وتحديدا الدول التي تنتمي للتيار الإسلامي حائرة في سبيل ابتداع هوية تعبر عن مجتمعاتها الآنية وتستطيع ان تعبر عن مرحلة تاريخية شديدة التعقيد. وقد تأزم مفهوم الهوية بعد ارتباطه بقيم سلوكية تاريخية داخل ذهنية النخب وهو ما أدي بالبعد بين الهوية والمجتمع وأصبحت الهوية قيمة ثقافية عالمية تتجاوز المجتمع والثقافة إلى الكل الثقافي وذلك يتمظهر بصورة أوضح على مستوى الثقافات الإسلامية العربية واليهودية والغربية. وبدل ان تلجا النخب إلى تفكيك خطاباتها الذاتية التي تعبر عن مراحل تاريخية معينة انقسمت بين التمسك بذلك الخطاب ومحاولة توسيع مساحة إعادة الاستيعاب أو الارتحال إلى رؤية ثقافية أخرى ومحاولة استيعابها أيضا داخل المجتمعات لذلك كانت المجتمعات الحقيقية غير موجودة على مستوى الفكر النخبوي ولذلك أصبحت النخب مثل الشخص العادي في تعاملها مع الترميز كنهاية تاريخية أو رفض لتلك المجتمعات ومحاولة تبني رؤية أخرى فيصبح النخبوى بعيدا عن مجتمعه وغير ذا تأثير. ونسبة لتأثير الرؤى الغربية والعربية على الواقع السوداني فلابد من تفكيك تلك الخطابات للوعي بالتأثير الثقافي على الخطاب العلمان

إسقاط النظام أم إسقاط النخب ـــ نخب الوسط النيلي السوداني وإدمان الايدولوجيات الجاهزة

رغم ان المجتمع السوداني في العصر الحديث قد جرب كل أشكال الحكم الممكنة من قبل الاستقلال وحتى الآن ولكنه لا يزال يبحث عن أفضل ما يمكن ان تدار به الدولة السودانية فبداية من الديمقراطية إلى الشمولية ومن النظام البرلماني إلى النظام الجمهوري إلى الحكم العسكري ومن الاقتصاد الاشتراكي إلى الرأسمالي إلى الإسلامي وبعد كل مرحلة يتجدد السؤال من قبل المجتمع للنخب ثم ماذا بعد؟ هكذا تطرح المجتمعات الأسئلة من خلال تأثير المفاهيم على الواقع أي المدلول أو الإحالة المادية أو الذهنية المباشرة لتلك المفاهيم وترميزها على الواقع ويكون ذلك الترميز من خلال النخب التي تقدم نفسها للمجتمع كمستوعب للكل الثقافي لذلك كان المجتمع دائما هو الذي يقود التغيير في اتجاه الرؤية الأخرى عند فشل الرؤية المقدمة إذا كانت من قبل اليمين أو اليسار أو الوسط من اجل ان يعطي النخب التي تري في ذاتها تمثيل لذلك المجتمع ان يعطيها فرصة صياغة ذاته على مستوى مفاهيم ومقولات تعبر عن الذات الثقافية والمجتمعية ولكن كان الإحباط في كل مرة والانتقال من نخب إلى أخرى إلى ان وقف المجتمع الآن في حيرة ليكون السؤال من الذي ياتي؟ وهو سؤال ترميزي من جا

المفاهيم الثقافية والرسالات السماوية (1)

في السلسلة السابقة (تفكيك الخطاب العربي الإسلامي ما بين الإسلام كثقافة والإسلام كرسالة – مدونة الثقافة السودانية وأزمة التدوين) بدأنا نتلمس بعض المقولات والمفاهيم للرسالات السماوية (وتحديدا الرسالة المحمدية) والتي تم إعادة استيعابهم من قبل الثقافات اليهودية والغربية والعربية للدلالة على قيم ووعي تاريخي محدد وتم ادلجة كل ذلك باعتباره تشريع الهي. نواصل في ذلك الاتجاه من اجل مزيد من الوعي بما هو الهي وما هو إنساني وذلك من اجل إعادة تعريف الإنسان بذاته وبالإله بعيدا من مراحل الترميز التاريخية لتلك الثقافات. والإله في رؤية التحولات الاجتماعية يعني الإله المتعالي والمتجرد من المادة وذلك التعريف ضروري حتى نعي بان السلوك في مجمله سلوك إنساني فخلق الكون وفق نظام محدد من قبل الإله لم يعني سوى ان التغيير أو التحولات الكونية أو الإنسانية تتم من داخل ذلك النظام الكلي. ونسبة لان الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يستطيع ان يستوعب الأخر داخل وعيه الإنساني اذا كان اخر إنساني أو طبيعي أو الهي ولكن يصطدم ذلك الاستيعاب مع الترميز التاريخي النخبوي الذي يوقف حركة التحولات الاجتماعية الواعية وتلجا المجتمعات إل

الدولة السودانية وطريقة الحكم ما بين الدستور العلماني والدستور الاسلامي

ان انقسام النخب بين الدستور الاسلامي والدستور العلماني عبارة عن غياب لرؤية ثقافة سودانية تحمل في مضمونها القيم على مستوى تدويني فذلك الانقسام لا يعني سوى من يحكم ولكن ليس كيف يحكم فالدستورين لا يعترفان بالثقافات المحلية كثقافات فاعلة يمكن ان تتجسد من خلال الحكم. بالإضافة إلى ما تحمله الديمقراطية من ضعف تجاه المجتمعات فالديمقراطية لا تعني غير الفرد الخالي من القيم الثقافية الكلية. وقد فشلت كل الدساتير المصاغة على المستوى السوداني نسبة لفراغها من المجتمع المحلي فعند التطبيق لا يتم احتواء القيم المجتمعية من جانب نظام الحكم الاداري أو من جانب نظام الحكم القضائي فلم يتم تبلور القيم المجمعية تاريخيا إلا في نظام الإدارة الأهلية السابق للاستقلال ورغم ان في ذلك العهد لم يتم تدوين للقيم الاجتماعية والثقافية السودانية ولكن كان الاعتراف بها من قبل الإدارة الأهلية والاستعمار باعتبارها قيم تحقق إنسانية الفرد على المستوى الكلي تبدأ من الأسرة الواحدة وتمتد لتشمل القبيلة ثم الإدارة الأهلية التي تمثل عدة قبائل فكان ذلك النسق يلبي متطلبات الإنسان الحياتية الكاملة من النشأة وبالإضافة إلى ذلك كان يتم تعري