المشاركات

عرض المشاركات من 2013

حديث الصراحة ومواجهة الذات لكل ابناء الوسط (1)

مدخل: السؤال الذي يؤرق الجميع متي الثورة السودانية؟ إذا نظرنا إلى الواقع السوداني نرى ان كل اشتراطات الثورة متوفرة داخل ذلك الواقع موازية للثورات العربية واكثر منها ورغم ذلك لم تقم الثورة السودانية مثل غيرها، رغم المعروف عن الإنسان السوداني وثورته في اقل الأشياء، وكذلك المعروف عنه تاريخيا وهو ازالته لاستعمارين في الفترة الحديثة احدهم بهبة شعبية تمثلت في الثورة المهدية، وكذلك بعد الاستعمار ازاح حكمين عسكريين في وقت لم تعرف فيه كل الدول المحيطة معني الانتفاضة والتغيير. فلماذا لم تقم الثورة السودانية إلى الآن؟ ولإجابة ذلك السؤال يجب استيعاب الاختلاف الفكري بين الثورة وبين الانتفاضة أو الهبة الشعبية، فالانتفاضة عبارة عن تغيير شعبي في محاولة اجتماعية لإتاحة الفرصة لنخب أخرى تستطيع ان تستوعب الواقع بصورة أفضل، ففي الانتفاضة تسبق المجتمعات النخب إلى التغيير ويرجع ذلك إلى ان المجتمعات لا تستوعب المفاهيم الا من خلال تجسيداتها القيمية داخل الواقع فالمجتمع يماثل بين الرؤية والمتحدثين بها، لذلك مكن المجتمع السوداني كل الرؤى من ان تحكم من خلال اشخاصها إذا كانت ديمقراطية أو ماركسية أ

حديث الصراحة ومواجهة الذات لكل ابناء الوسط (2)

مدخل: لفت نظرة في إحدى المناقشات البرامجية ضمت مجموعة من الشباب عن مدى تواجد المراة في الوسائط الإعلامية وتحديدا المراة الشاعرة، ان الإجابات تم استلافها من رؤية الاباء وتمثل ذلك في حياء المراة وقبضة المجتمع الشديد عليها، وكذلك ان التجربة الشعرية عبارة عن انعكاس لحاجات الفرد فعكس المراة لأشيائها الخاصة يعد من التابو في المجتمع السوداني وهي إجابات نمطية مكررة لا تضيف جديد، وهو ما نتمنى من الشباب تجاوزه فقيم الآباء جاءت من القيم القبلية، والمرحلة التي نوجد بها هي مرحلة ثقافية كاملة فعلينا استيعاب تلك المرحلة حتى نستوعب قيمها وسلوكها، فالمجتمع يحاصر المراة فعلا نتيجة للفهم القاصر للمبدع باعتباره إنسان عادي يعبر عن أشياءه الخاصة، ولكن المبدع أو النخبوي في أي مجال إذا كان في المجال الثقافي ككل أو في مجال من مجالات الثقافة الفرعية هو يتحدث باسم المجموعة يفرح بفرحها ويتألم بألمها فخاصية الإبداع هي إمكانية الإمساك بإحساس الاخر والنطق به كما هو فإحساس الإنسان النخبوي يختلف عن إحساس الإنسان العادي الذي يدور في دائرة مغلقة، ولذلك يمكن لكل مبدع حقيقي ان يمسك بأي تجربة وينطق بها دون ان يكو

حديث الصراحة ومواجهة الذات لكل ابناء الوسط (3)

لماذا نقد الديمقراطية؟ لماذا نقد الديمقراطية في الوقت الراهن؟ وهل هو تخزيل للثورة السودانية؟ عند كل المقالات التي أخطها في نقد الديمقراطية أواجه بتلك الأسئلة، وارد بنفس الإجابات أو إجابات مشابهة بان كاتب المقال ضد المؤتمر الوطني وضد الحركة الإسلامية ومع أي تغيير يوقف نزيف الدم الذي لازال يسير في كل أرجاء السودان ولذلك وقعت حتى على تذكرة التحرير عسي ولعل ان توقف نزيف الدم الحاصل، بل بوجودنا داخل الوطن نحاول ان تكون مساهمتنا اكبر ما يمكن. ولكن تلك المقالات للنخب الصاعدة حتى تستطيع مواجهة الرؤيتين العربية والغربية من داخل وعيهم بالسودانوية، أي امكانية أي فرد رؤية ذاته كسوداني قبل ان يكون ديمقراطي أو عربي أو مسلم وان السودانوية هي الأساس للوعي بالإنسانية للسودانيين وليست المفاهيم والقيم العربية أو الغربية. فالرؤية العربية مهما تدثرت بالإسلام هي رؤية مركزها الإنسان العربي فالإنسان الكامل لتلك الرؤية هو الإنسان العربي ويمكن للاخر ان يكون شبيه أي لا يوجد اخر يساوي الإنسان العربي فهو اما اقل عريقا أو دينيا، والرؤية الغربية مهما تدثرت بالعلم وحقوق الإنسان هي رؤية مركزها الإنسان الأورب

مفاهيم من اجل تدوين السودانوية (مفهوم الإله 1-1)

مدخل اول: لم تجتهد النخب السودانية من اجل تدوين ذاتها وثقافتها ولكن ذهبت إلى الثقافات الغربية والعربية تستورد منها تدوينها وتحاول قولبة المجتمع السوداني بناء على ذلك التدوين. ولان السؤال المركزي الذي تجاوبه تلك الثقافات هي من هو الإنسان، والذي تمت الإجابة عليه من قبل الثقافة الغربية بالجمع بين الإنسان الأوربي والرؤية في مخيلة الإنسان الأوربي وكذلك تمت الإجابة عليه في الرؤية العربية في الجمع بين الإنسان العربي والرؤية. فسأتجاوز كل تلك الرؤى بنقدها وفق فلسفة التحولات الاجتماعية وإعادة تأسيس لمفهوم من هو الإنسان السوداني أو ماهية الثقافة السودانية وليس الثقافات السودانية، حتى تبدأ النخب الصاعدة في الوعي بالثقافة السودانية كثقافة واحدة بعد ان فرقت النخب السابقة دمعها بين العلمانية والإسلامية وطلعت اخيرا بمفهوم التعدد الثقافي الذي جاء بعد قصور الرؤية العربية في استيعاب الكل السوداني. وسأركز على المفاهيم الكلية التي جاءت في الرسالات الإرشادية وسأركز أكثر على الرسالة المحمدية باعتبار اغلب نخب الوسط (نخب مجتمع التحولات إذا كانت إسلامية أو علمانية) تتواطأ مع تلك الرؤية في استيعابها لل

مفاهيم من اجل تدوين السودانوية (مفهوم الإله 1-2)

خارج النص: نسبة لظروف كثيرة تأخرت هذه السلسلة من التتابع، وسيتم نشر كل الأجزاء بعد الانتهاء منها على المدونة الخاصة وهي مدونة الثقافة السودانية وأزمة التدوين، فأرجو المعذرة. مفهوم الإله في المرحلة الثقافية: عملت الثقافات اليهودية والغربية والعربية على تدوين ذاتها وتوصيل ذلك التدوين إلى الثقافات الأخرى باعتباره يمثل خلاصة الإنسانية ليس لها فقط ولكن للكل الإنساني باعتبار تماهي الإنسانية مع ذاتها أو وعيها الجيني أو المتخيل المجتمعي، فالإنسانية عند المجتمع اليهودي تعني الإنسان اليهودي والإنسانية عند الأوربي تعني الإنسان الأوربي وكذلك عند المجتمع العربي تعني الإنسان العربي، وتم استيعاب الإله داخل تلك الثقافات باعتباره جزء من الثقافة أو الوعي، فلنرى كيف استوعبت تلك الثقافات الإله ثم نأتي لرؤيتنا. الإله في الوعي اليهودي: كانت بداية الرسالات الثقافية التي تم تدوينها هي الرسالة اليهودية، واستوعبت المجتمعات اليهودية كما ذكرنا سابقا الرسالة من داخل الوعي الجيني الذي يميز بينها وبين المجتمعات الأخرى، ولذلك اعتبرت المجتمعات بان إرسال الإله للرسالة إلى المجتمع اليهودي متوافق مع

مفاهيم من اجل تدوين السودانوية (مفهوم الإسلام 2)

مدخل: لقد أشارت الرسالة الخاتمة في كثير من المواضع إلى مفهوم المسلم والإسلام وركزت عليه، فما معني ذلك المفهوم في الرؤية العربية وفي الرؤية السودانوية؟ الإسلام والرؤية العربية: ركز التدوين النخبوي العربي في مفهوم الإسلام على الاستيعاب المجتمعي للرسالة لذلك خرج ذلك المفهوم يعبر عن الذات العربية في لحظة تاريخية محددة، فالمسلم حسب تلك الرؤية عبارة عن مفهوم خاص بالرسالة المحمدية وتاريخها داخل الجزيرة العربية، فمفهوم المسلم حسب الرؤية النخبوية هو الإنسان الذي يؤمن بالرسالة المحمدية بالإضافة إلى تقديس اللغة العربية باعتبارها لغة إلهية أو لغة حاضنة لنص الهى داخلها في كلا الحالتين تصبح لغة مرتفعة عن اللغات الإنسانية الأخرى وكذلك اعتبار ان مكان الرسالة هو مكان مقدس إذا كان في مكة أو المدينة ثم بعد ذلك التسليم بالقيم التاريخية للثقافة العربية باعتبارها قيم خلاص إنساني أتت من الإله لخلاص البشرية عموما. هذا على مستوى الرؤية النخبوية التي حصرت نفسها داخل إطار تاريخي محدد اما المجتمعات العربية ولأنها تجاوزت مرحلة التحولات التي أتت بها الرسالة المحمدية وكذلك القيم والمحددات السلوكية،

مفاهيم من اجل تدوين السودانوية (المصحف العثماني 3)

مدخل: المصحف العثماني أو ما يسمي حديثا بالقران الكريم يعد هو السلاح الأول الذي تشهره الرؤية العربية باعتبارها رؤية إلهية وليست فلسفة إنسانية وبذلك تبعد نفسها عن النقد المنهجي أو حتى المحاولة في رؤية تلك الفكرة من خلال الواقع باعتبار ان الرؤية فوق الممارسة والواقع، فإذا كان هنالك خطا فيرجع إلى الواقع أو الممارسة وتظل الرؤية نقية كما هي بعيدة كل البعد عن الخطأ الموجود في الواقع والمطبق وفق تلك الرؤية. ولذلك لتفكيك كل الرؤية العربية علينا ان نعيد استيعاب تلك المفاهيم وتفكيكها لإعادة استيعابها، فيكون السؤال إذا عن ماهية المصحف العثماني (القران الكريم) حسب فلسفة التحولات الاجتماعية، ولكن أولا فالنرى تعريف الرؤية العربية له. الرؤية العربية والمصحف العثماني: في واحد من التعاريف التي حاولت ان تسد كل مداخل النقد وإعادة الاستيعاب نجد ان المصحف العثماني الذي أصبح القران الكريم هو: كلام الله تعالي ووحيه المنزل على خاتم انبيائه محمد (ص) المكتوب في المصحف المنقول الينا بالتواتر، المتعبد بتلاوته، المتحدى باعجازه. إلى هنا ينتهي التعريف وهو واحد من التعاريف الكثيرة المتقاربة نوعا ما وال

مفاهيم من اجل تدوين السودانوية (الحلال والحرام 4)

مدخل: إلى النخب الصاعدة أضاعت النخب السودانية السابقة الكثير من الزمن وهي تبحث عن تعريف لذاتها من خلال رؤى الغير وهو ما جعل الثقافة السودانية في حالة اللاتوازن طوال تاريخها الحديث، وجعلها تشهد الكثير الحروب والنزاعات إلى الآن نتيجة لعدم وجود استيعاب كلي للثقافة السودانية من قبل النخب التي اعتمدت اما على التدوين الغربي والرؤية الغربية بشقيها الماركسي أو الليبرالي أو الرؤية العربية بشقيها العروبي أو الإسلامي. وإذا كانت الرؤية الغربية أو العربية في جزئها العروبي تعبر عن فكر بشري قابل للمراجعة رغم تعاليها الظاهر ولا تشكل أزمة كبيرة في اعادة الاستيعاب، نجد في المقابل ان الرؤية العربية (الإسلامية) تعتبر ذاتها متعالية عن الواقع أو النقد وذلك لانها تعتبر انها رؤية ناطقة بلسان الإله ولذلك ليس لبشر الحق في نقدها وتسعي لتسكت صوت النقد بإلغاء الاخر تماما معنويا أو ماديا. ولذلك هدفي الأساسي وأنا أركز نظري على النخب الصاعدة هو توضيح علاقة الفكر البشرى بالرسالات الإلهية وليس الدخول في معترك جانبي يلهيك عن الغاية الأساسية، ويجب ان تدرك النخب الصاعدة ان الفكر الحقيقي هو الذي يستوعب الواقع ك