المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠١٢

الفكر في الغناء السوداني

ويستمر الحزن النبيل ونحن نفقد المبدعين واحدا بعد الاخر ولكن يستمر حضورهم داخل ذاتنا السودانية من خلال ابداعهم الذي يشكل حاضرنا ويستمر ليشكل مستقبل اجمل لشعب السودان، فالفقد يعني افتقاد إنسان يشكل مساحة داخل الذات لا يمكن لشخص اخر ان يملائها ولذلك ففقد المبدعين يعتبر بمثابة فقد امة وذلك لحضورهم داخل المجتمع وتشكيلهم لسلوكه ورؤاه. فالفن السوداني أو فن الغناء تحديدا هو خلاصة التجربة السودانية أو ديوان الثقافة السودانية التي تم تدوينها داخل الأغاني، فانصهرت داخله كل القيم وبالتالي كانت تتم محاورة الظواهر الاجتماعية حتى يتم استيعابها داخل الكل القيمي المجتمعي. وقد مثل الغناء بديل حقيقي عن المفكرين نسبة لغوصه في وحل المجتمع، فقد ترك هروب المفكرين من داخل الواقع السوداني إلى فضاءات الثقافة العربية والغربية ترك ذلك الهروب الغناء السوداني داخل فضاءات الوعي بالشخصية السودانية والدفاع عنها ضد فكر الاخر الذي كان ياتي مع التحولات الاجتماعية والثقافية. ولذلك تمدد الغناء في كل مفاصل الثقافة السودانية ليجاري الظواهر الاجتماعية التي تكون داخل المجتمع في صورة علاقات إنسانية رفضا أو قبول، وما ي

الدولة السودانية من المهدية الأولي إلى المهدية الثانية

ان اختلاف الدولة السودانية يكمن في اختلاف تركيبها الجيني وتحولاتها الاجتماعية التاريخية فحقيقة الدولة السودانية أو المجتمع السوداني في تركيبه وتحولاته الاجتماعية لا يشابه أي من المجتمعات التي حوله. فمحاولة بلورة الشخصية السودانية على المستوى التاريخي التحولات الاجتماعية والتماذج الجيني بين مختلف الكيانات داخل السودان هو ما أدي إلى ولادة الشخصية السودانية ولكن الزئبقية، فهي موجودة ومحسوسة للكل السوداني والأخر الذي يعترف بتفرد تلك الشخصية ولكنها رغم ذلك غير محددة الملامح من منظور فكري، فمع وجود مجتمع التحولات (مجتمع الوسط) الذي كان من المفترض ان يسير بموازاة الرؤية الفكرية لإنتاج الشخصية السودانية ولكن نسبة لسيطرة الاخر على مراحل التدوين عند الثقافة السودانية والآخر هنا نعني به الآخر العربي والآخر الغربي، وكذلك لعدم تمكن تلك الشخصية من الاستفادة من الاخر الإقليمي في تحولاته وذلك لعدم وجود تشابه بين المجتمع السوداني والمجتمع الأخرى وبالتالي اختلاف التحولات والشخصية عن باقي المجتمعات الإقليمية، وكذلك عدم وجود كلية تربط الشخصية السودانية بذاتها على المستوى الفكري ادي إلى انعدام تاري

إبراهيم محمد بلندية اغتيال أم تصفية الحركة الإسلامية السودانية والسقوط الأخلاقي

ظلت الشخصية السودانية تمتاز بالانتماء إلى كل ما هو سوداني بغض النظر عن توجهها الفكري اذا كان إسلامي ام ديمقراطي علماني ام غيره. فكل تلك الأفكار كان المجتمع يعيد إنتاجها لتلبية حاجاته الأساسية ومواصلة حياته وفق قيمه التاريخية التي تواجدت معه دون رفض من جانب النخب السياسية. اما الحركة الإسلامية السودانية ورغم نشأتها قبل الاستقلال ولكنها فصلت ذاتها عن الواقع والمجتمع فقد عرفت الحركة الإسلامية طوال تاريخها بانها حركة صفوية لا تمت إلى المجتمع وذلك لانتمائها الايدولوجي لمركزية الثقافة العربية في الجزيرة العربية نسبة للتماهي بين الإسلام والشخصية العربية في فكر الحركات الإسلامية، فنشأت حالة من الانفصام بينها وبين الواقع والمجتمع السوداني فكان تاريخها هو تاريخ الجزيرة العربية وقيمها هي قيم الجزيرة العربية، فبعد استيلائها على السلطة اخذت تدرس الإنسان السوداني جغرافية وتاريخ الجزيرة العربية (وليته كما هو ولكن يتم تجزئته لتختار النخب الإسلامية ما يتوافق مع رؤيتها فقط) بل حتى العصر الجاهلي والشعر الجاهلي، ويجهل الفرد السوداني ابسط القيم والعادات السودانية بل حتى التركيبة السودانية من قبائل وعشائر