المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٣

الدولة السودانية من المهدية الأولى إلى المهدية الثانية بين التعددية والسودانوية (3)

السودانوية في رؤية التحولات الاجتماعية: لقد ذكرنا سابقا في مقال الهوية ان أزمة الهوية السودانية تكمن في انفصال مجتمع التحولات عن مجتمعاته السودانية التي أنتجته واتجاهه لعكس دوران التحولات بان يصبح هو عبارة عن مجتمع قائم بذاته وليس مجتمع تحولات، وهو ما قاد إلى ان يكون التدوين النخبوي بعيدا عن الواقع السوداني واتجه مجتمع التحولات ونخبه إلى الرؤى التي فرضت ذاتها داخل الواقع السوداني إذا كانت الرؤية الغربية أو العربية فلم يكن هنالك إجابات تنبع من الواقع للأسئلة الكلية التي تؤدي إلى استيعاب الإنسانية بالنسبة للكل السوداني. ان وجود الفكر الغربي والعربي داخل الواقع السوداني أدي إلى غياب السودانوية التي كانت تسعي إلى ان تستوعب الحراك تاريخي بين المجتمعات مع بعضها من جانب وبينها وبين مجتمع التحولات من جانب اخر وبينها وبين البيئة من جانب ثالث وبين كل ذلك والإله. فوجود الفكر الغربي أدي إلى غياب استيعاب التكامل العضوي بين البيئة والإنسان كتكامل مرحلي يختلف باختلاف التاريخ أو بين الإنسان والإنسان من خلال الذات الاجتماعية ومن داخل مرحلة التحولات والتاريخ السوداني المحدد. فالوجود الفكري الغر

الدولة السودانية من المهدية الأولى إلى المهدية الثانية بين التعددية والسودانوية (2)

الفكر النخبوي السوداني: ان عدم استيعاب الوعي الجيني (الشعور/ الإحساس) كمحرك داخلي للفكر في كل الثقافات من جانب النخب الفكرية ذهب بالفكر إلى اتجاه انه يتحرك من خلال شروطه الخاصة (العقل والمعقولية) ولا يخضع لشروط الواقع ولذلك تم استيعاب الفكر الغربي بعيدا شروط الواقع والتحولات الغربية أي بعيدا عن الواقع الذي يعطيه الشرعية ويمنحه المصداقية التي هي عبارة عن تقويم لذلك الفكر والتي يحتاجها كرد فعل من المجتمعات حتى لا يصبح عبارة عن هرطقات. ان استيعاب الفكر الغربي لمفهوم الدولة وغيره من المفاهيم من قبل النخب السودانية قام بعيدا عن تحولاته التاريخية وبيئته الثقافية ولذلك استوعبت النخب السودانية ذلك الفكر دون استيعاب محركه الداخلي المتمثل في الوعي الجيني (الشعور/الإحساس) الذي يمثل واقع ومقياس لذلك الفكر وهو الذي يقود كل ذلك الفكر المختلف إلى ان يصب داخل وعي ثقافي محدد هو ما يحدده الوعي الجيني للثقافة الغربية ومجتمع تحولاتها الأوربي، وبالتالي لم تستوعب النخب السودانية مفهوم الاختلاف الذي يقوم عليه الفكر الغربي، وبالتالي تعاملت النخب السودانية مع الأفكار كقيم مجسمة تمثل الواقع أو الثقافة

الدولة السودانية من المهدية الأولى إلى المهدية الثانية بين التعددية والسودانوية (1)

مفهوم الدولة: ان البحث في مفهوم الدولة بصورته الحالية يرجع إلى الثقافة الغربية وتحولاتها الاجتماعية، ولذلك جاء مفهوم الدولة كجزء من تجليات الاستيعاب الثقافي للمجتمع الغربي والذي ينعكس كسلوك محدد داخل المنظومة الكلية للمجتمع، وتقوم الدولة في الأساس على مفهوم الانا   في مقابل الاخر، وهو ما يدفع إلى وجود تماهي وشعور عام بين الذات الاجتماعية المعرفة للدولة بين جميع افراد المجتمع مما يتبع ذلك تكامل للادوار بينهم ويوحد رؤيتهم وتقبلهم للذات وسلوكهم نحو والاخر. بناء على واقع التحولات للثقافة الاوربية وانعدام وجود كلية تجسد الانتماء الفردي بعد تجاوز كل مراحل التحولات التاريخية القبلية والاهلية فقد لجأت النخب الاوربية إلى صياغة مفهوم الدولة كصدي للوعي الجيني والذي يتجسد كسلوك داخل المجتمعات ثم دونت ذلك السلوك كمفاهيم لتعبر عن الكلية النخبوية، ولذلك قام تعريف الدولة في الفكر النخبوي الغربي على الفردية البحتة وترك الشعور العام (الوعي الجيني) للمجتمع الغربي الذي يتحكم في قيم الدولة، فكان تماهي الإنسان الغربي مع المجتمع التخيلي (الدولة) لاعمال التكامل من خلال تنظيم ذلك الوعي بناء على القيم