المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٢

حول مفهوم الشريعة في الرسالات الإرشادية

(1) هذا المقال والمقالات القادمة عبارة عن دعوة للنخب الصاعدة لاعادة استيعاب المفاهيم الكلية للحياة والإله من داخل الواقع السوداني وهو طرح لغير المفكر فيه داخل العقلية السودانية فقد وقفت النخب السابقة عند اجابات الثقافات العربية والغربية دون ادني جهد لتشريح ذلك المنتوج فرغم محاولات محمد احمد المهدي ومحمود محمد طه وحسن الترابي والصادق المهدي وغيرها ولكنها ظلت أسيرة للرؤية العربية، اما النخب الديمقراطية فهي تتجه نحو الديمقراطية البديهية (فكلمة ديمقراطية تكفي عند تلك النخب) فهي توقفت فقط عند شكل الحكم الغربي دون استيعاب للمجتمعات فالنخب الديمقراطية لا تستطيع ان تجاوب على ابسط الأسئلة المجتمعية (مثل ما هو معيار تسمية الإنسان السوداني عند ولادته وتتابع الأسئلة دون اجابات)، ولذلك تفوقت رؤية النخب العربية على النخب الديمقراطية في إجابة أسئلة مثل هذه وغيرها بإجابات قيمية (خير الأسماء ما حمد وعبد)، رغم انتظار المجتمعات من النخب الإجابة على أسئلة اكبر من هذه بكثير. فالديمقراطية الغربية في زمنها كانت تمثل قمة التحولات فهي قضت على مفهوم الرق تماما وحاولت إيجاد افضل سبل لحياة الإنسان، ولكن يجب

حول مفهوم الشريعة في الرسالات الإرشادية

(2) تختلف الرؤية الكلية للإنسانية بين المجتمعات الحقيقية ومجتمع التحولات وهنا لا نعني الموقع الجغرافي ولكن الوعي الجيني أي تركيب الفرد الجيني فيجب تجاوز مسألة النقاء الجيني لاستيعاب التحولات الاجتماعية ليس لمجتمع التحولات فقط ولكن للمجتمعات المكونة لمجتمع التحولات كذلك. ويحاول الوعي الجيني تثبيت اللحظة التاريخية والعودة بها إلى الوراء نسبة للتكامل التاريخي الذي يظهر للإنسان عند النظر خلفه فالتكامل بين الذات الاجتماعية والمجتمع الحقيقي وكذلك بين الوعي الجيني والوعي السلوكي يظهر كشكل متكامل في الماضي كلما تقدمنا للأمام في التحولات الاجتماعية. فالانتماء للإنسانية في المجتمعات الأولى كان انتماء جيني فقط ولكن بعد التحولات التي حدثت للمجتمعات أصبح الانتماء جيني وسلوكي فعند نشؤ مجتمع التحولات ولعدم مواكبة الكلية القيمية للنخب للتحولات الاجتماعية واكتفائها بالتحول الاعمي أصبح معني الإنسانية لتلك المجتمعات داخل المعني الجيني فقط ويتم تفسير السلوك بناء على إضافته أو عدمها للمجتمع الجيني اما على محيط مجتمع التحولات يكون الانتماء للإنسانية جيني لأفرادها وسلوكي بينها وبين المجتمعات الاخرى،

في عام رحيل المبدعين

الغناء ديوان الثقافة السودانية ان عدم صياغة الثقافة السودانية داخل كلية قيمية تستوعب التحولات الاجتماعية والظواهر المجتمعية ادي إلى ان تبسط الرؤية العربية الإسلامية ذاتها ككلية قيمية للثقافة السودانية مما ادي إلى محاولات طمس لكل ما هو سوداني لا ينتمي إلى   الثقافة العربية الإسلامية ومن تلك الظواهر ظاهرة الغناء السوداني. ونسبة لهروب النخب السودانية التي وعت بقصور الرؤية العربية عن استيعاب الثقافة السودانية إلى الديمقراطية المجوفة أي التي لا تري الإنسان السوداني وقيمه ولا تستوعب تلك القيم من خلال كلية محددة، لذلك كانت الظواهر الإنسانية للثقافة السودانية تفرض ذاتها من خلال الوعي الجيني فقط دون وجود كلية قيمية، ورغم فائدة الوعي الجيني المؤقتة عندما تكون الكلية القيمية غير معبرة عن المجتمع الكلي ولكنه وعي تراتبي فهو يمنح الإنسانية للارتباط الجيني اولا قبل السلوك لذلك لا يصبح السلوك معيار للإنسانية ولكن الانتماء الجيني وهو ما يقف حائل بين مجتمع التحولات والمجتمعات الاخرى في امكانية توحيد الإنسانية من خلال الترميز السلوكي. وواحدة من الظواهر الإنسانية للثقافة السودانية التي فرضت ذا

الديمقراطية والشريعة الإسلامية من الملهاة إلى المأساة

عندما حاولت النخب السودانية تطبيق مفهوم الديمقراطية كانت عبارة عن ممارسة فارغة من كل معني قيمي تسعي إلى ترسيخه لذلك لم يترسخ في ذهنية المجتمعات انتماء إلى تلك الديمقراطية نسبة لتجويفها من الداخل فتلك الديمقراطية التي في ذهنية النخب لا تري المجتمعات ولكنها تري الدولة فقط لذلك لم يجد المجتمع ذاته. اما عندما حاولت النخب تطبيق الشريعة الإسلامية فقد فتحت على المجتمع السوداني أبواب جهنم فقتلت وشردت وفصلت المجتمع وقسمت الدولة ورفضت المجتمع السوداني بإرجاعه إلى جذوره بعيدا عن الانتماء إلى الكلية فأرجعت القبلية والعشائرية وضاع بالتالي مفهوم الوطن. اذن كيف للنخب الصاعدة ان تسهم في تاريخ ضبابي وواقع مازوم ومستقبل مظلم؟! سنواصل في رؤية التحولات الاجتماعية وقراءة ديمقراطية الفرد والشريعة الإسلامية من داخل مجتمعاتها والظروف التي انتجت تلك الرؤية من خلال المقالات السابقة أو هذا المقال والمقالات اللاحقة، فيجب ان نستصحب معنا مفهوم الاله المتعالي وغيره من المفاهيم التي جاءت في المقالات السابقة. وسنتعرض للشريعة العربية أو الشريعة الإسلامية بشيء من التفصيل لاحقا. كذلك ارجو الرجوع للمقالات السابقة ع

الرسالات الاسلامية والتحولات الاجتماعية

لقد مرت الإنسانية بعدة مراحل حتى وصلت إلى ان يكون الاخر على مستوى وعي الذات الاجتماعية فقد كانت المجتمعات الأولى بعيدة عن بعضها البعض ولذلك كان التحول الجزئي يتم داخل المجتمع الواحد فقط قبل نشؤ المجتمعات العشائرية والقبلية والثقافية، فقد كان قصور الاستيعاب الذي ينشا نتيجة لاحتكاك المجتمعات المؤقت مع بعضها البعض فكان ذلك القصور يتمثل في دخول جينات إلى واقع ماثل فكان تعرض ذلك الجين الوافد لكل أنواع ضغط اعادة الاستيعاب حتى يتماثل مع الكلية القيمية. ومع حركة التاريخ أدي التداخل الجيني إلى تكوين مجتمع تحولات يتم داخلة اعادة استيعاب كل المجتمعات المكونة له كمجتمعات إنسانية فأصبحت المجتمعات هي التي تسعي نحو مجتمع التحولات للوعي بها وصياغة ذلك الوعي من خلال كلية قيمية فهي من خلال الوعي الجيني تستوعب ذاتها فقط ولكنها لا تستطيع استيعاب الاخر الذي شارك في تكوين مجتمع التحولات لذلك كان مجتمع التحولات هو الوسيط بين المجتمعات في رؤيتها لانسانيتها وانسانية المجتمعات الأخرى. ولم يكن ذلك التاريخ ذو حركة برئية فقد كان قصور اعادة الاستيعاب يؤدي إلى كل أنواع الاضطهاد للجين الداخل على الكلية لذلك

تفكيك الخطاب العربي الإسلامي بين الإسلام كثقافة والإسلام كرسالة

من اجل عصر تدوين سوداني (7) مدخل ضروري: لقد واجهت عدة تعليقات من ارتفاع لغة الخطاب عن المستوى الذي يمكن استيعابه ولكن كان الخطاب في هذا الشكل للأسباب الآتية: 1/ ان عدم طرح النخب السودانية للمفاهيم بناء على الثقافة السودانية واعتمادها على رؤيتي الثقافة الغربية والعربية ادت إلى ان يكون هنالك بون شاسع بين طرح كلية في ظل عدم طرح اسئلة تكون عبارة عن سلسلة تاريخية متواصلة، ولذلك قبل طرح هذه السلسلة بدائنا مقالاتنا بعدة مقالات تطرح الأسئلة وتجاوب عليها من خلال رؤية الثقافة العربية أو الثقافة الغربية ومن ثم رؤية التحولات الاجتماعية التي تحاول ان تتجاوز تلك الرؤي. فعدم طرح الأسئلة الكلية عن مفهوم الإله مثلا أو الإنسان أو المجتمع أو اللغة من قبل النخب واحالة تلك الأسئلة من جيل إلى اخر حتى قارب وعي المجتمعات مع وعي النخب من حيث تناول الراهن فقط بعيدا عن كلية سودانية حقيقية. 2/ ان طرح الخطاب جاء من داخل رؤية التحولات الاجتماعية لذلك فهو لا يمت إلى المدرسة العلمانية أو المدرسة العروبية الإسلامية. 3/ وثالثا واخيرا ما يسعي اليه الخطاب هو استفزاز النخب لعدم التهيب من طرح الأسئلة إذا

تفكيك الخطاب العربي الإسلامي بين الإسلام كثقافة والإسلام كرسالة

من اجل عصر تدوين سوداني (6) فهل النص العثماني كامل إنسانيا؟ لقد قدمنا سابقا وسنواصل في ان الرسالة الإرشادية توجد في الحياة وطريقة ممارستها أو الوعي بها دون الحاجة إلى كتاب مكتوب. ولكن نواصل في السؤال الذي فرضته النخب العربية باعتبار ان حفظ القران من الضياع هو امر الهي وذلك بان الله قد هيئا للقران نفر يحفظونه من الضياع وان حفظ القران هو حفظ للرسالة الإرشادية وان الإرشاد الإلهي عبارة عن قوانين توجد في داخل المصحف العثماني وغيره، ولذلك سنجاوب من التاريخ أولا قبل ان نذهب إلى الإرشاد الإلهي، بان هل تم تدوين كل الإرشادات الإلهية داخل المصحف العثماني؟ نجد تاريخيا قابلية النص القراني للنقصان كما ورد في عدة مراجع تاريخية ونقلا عن محمد عابد الجابري – مدخل إلى القران نجد الاتي (يقول القرطبي عند تفسيره لسورة الاحزاب "سورة الاحزاب مدنية في قول جميعهم نزلت في المنافين وايذائهم رسول الله ... كانت هذه السورة تعدل سورة البقرة"، وفي رواية عائشة زوج النبي قالت: "كانت سورة الاحزاب تعدل على عهد رسول الله (ص) مائتي اية، فلما كتب المصحف لم يقدر منها إلا على ما هي الآن". وفي ت

تفكيك الخطاب العربي الإسلامي بين الإسلام كثقافة والإسلام كرسالة

من اجل عصر تدوين سوداني (5) الوعي الإنساني والمعني الايدولوجي: تتوحد رؤية الإنسانية داخل الوعي الجيني للمجتمعات وذلك بانصهار الإنسان والمجتمع والإله داخل ذلك الوعي، لذلك يكون وعي الإنسان العادي بالإنسانية متقوقع داخل الوعي الجيني ويتم إخضاع الكلية النخبوية والراهن لتلك الإنسانية فيستوعب ما يمنح الوعي الجيني الاستمرارية ويرفض غير هذا، وقد تابعت النخب ذلك الوعي عند تدوينها لمعني الإنسانية فأصبحت المفاهيم لا تعبر إلا عن الترميز السلوكي لمجتمع التحولات التاريخي في الثقافة العربية، فالوعي الجيني يعبر عن ذاته من خلال السلوك والنخب تصيغ تلك السلوكيات داخل مفاهيم في حلقة دائرية تمنح الأفضلية للإنسان العادي وليس للنخب. فرمزت النخب العربية لذلك الوعي الجيني عند التدوين باعتباره قيم إلهية ولم تسعي تلك النخب في استيعابها إلى الفصل بين الرسالة والمجتمع واستيعاب مقاصد الرسالة للمجتمع العربي وللمجتمعات الأخرى، فرمزت النخب اللغة (ما يسمي باللغة العربية الفصحي التي كانت في ذاتها تعبر عن اعادة استيعاب للوعي الجيني في ذلك الوقت) باعتبارها قيمة من القيم الإلهية التي يجب اتباعها، ومع التحولات