المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٣

من الانتفاضة إلى الثورة السودانية (1)

دعوة للشباب والنخب الصاعدة مدخل: ان الانتفاضة تعني قبول الواقع أي ان القيم والسلوكيات داخل الواقع تلبي حاجة الإنسان لممارسة انسانيته ولكن يتم ترميز الازمة في شكل اشخاص واعتبار ان أولئك الاشخاص هم سبب عدم ممارسة الإنسانية بشكل فاعل وهو ما تدعوا له المعارضة مع بعض شباب الحركة الإسلامية في السودان بازالة الاشخاص الذين في الحكم وبالتالي تكون الازمة السودانية قد تم حلها، وأصبحت المعارضة في كل صباح تحرض وتدعو المجتمع للخروج إلى الشارع وازالة النظام القائم وغيره. اما الثورة فتعني القطيعة مع الواقع فكرا واشخاصا باعتبار ان أولئك الاشخاص ترميز لفكر محدد يحتاج الواقع إلى تجاوزه، إذا كانت تلك الرموز في الحكم أو المعارضة. والثورة ليست مهمتها الأساسية تحريض المجتمعات إلى الخروج إلى الشارع ولكن مهمتها الأساسية توعية المجتمعات بقصور الفكر المسير للواقع ووجود بديل لذلك الفكر وهي مهمة النخب الأساسية، فقد تركت كل النخب تلك المهمة وأصبحت تسعي فقط في الدعوة لتغيير الواقع دون اجابات محددة. فالمجتمع يخرج إلى الشارع ليس نتاج للتحريض ولكن اما إلى استيعابه للبديل الذي يلبي طموحه أو لتقاطعه مع النخب

إلى نهلة محمود في يوم المراة

ان حالة التمرد الكاملة لنهلة محمود "الجعلي" على القيم والمفاهيم المجتمعية تظهر كانها حالة شاذة في شكلها الخارجي، ولكنها في الحقيقة نابعة من البيئة والمجتمع السوداني، وقد كانت هنالك عدة مؤشرات من جانب المجتمع ككل أو من جانب النساء بداية من رفض جزء من الخطاب الديني وللاسف هو رفض وليس نقد لذلك الخطاب، فعندما عجزت النخب السودانية ان تقدم نقد لذلك الخطاب الذي يمثل الثقافة العربية في مركزيتها وليس الثقافة السودانية، عجز النخب ذلك قاد المجتمع إلى موائمة قيمه مع تلك القيم ثم في مرحلة لاحقة اصبح المجتمع يسقط جزء من تلك القيم التي لا تلبي انسانيته من منظوره الشخصي، فاصبحنا نسمع من ترفض الحجاب بمفهوم الحرية رغما عن تسليمها بان الحجاب قيمة إلهية أو من ترفض التعدد في الزواج مما خلق ازدواجية في ايمان الافراد والمجتمع بمفهوم الإله، فهو اله منصف في جزء وغير منصف في جزء اخر. وقد حاولنا في مقال سابق ان ننبه إلى تلك الحالات وتحديدا إلى موضوع الانثي المثقفة التي لا ترضي بديلا عن اجابات تستوعب حالتها ومفاهيمها، ففي مقال سابق بعنوان (التميز ضد المراة، أو العنوان الأساسي هل يتميز الإله وا

مع الحركة الشعبية (ش) في المفاوضات القادمة

مدخل: مع ارهاصات قيام مفوضات بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية شمال راينا ان نتضامن مع اهلنا في جنوب كردفان والنيل الازرق حتى ولو كان ذلك بمقال فقط. ونتمنى من المجتمع الدولي ان يمارس المزيد من الضغوط حتى تتحول تلك الارهاصات إلى حقيقية. ان الازمة في جنوب كردفان والنيل الازرق قد اخذت ردحا من الزمن دون ان تجد الحل النهائي، فمنذ الثمانينيات عند انضمام يوسف كوة من جبال النوبة ومالك عقار من النيل الازرق إلى الحركة الشعبية يحملان معهم هموم بني جلدتهم ضد المركز والى الان لم يهنا ابناء تلك المناطق بحياة كريمة، فقد تارجحت الحياة في تلك المناطق بين أصوات الرصاص وأزيز الطائرات أو في أحسن الأحوال مقارعة الجوع. وقد مثلت اتفاقية نيفاشا الامل الوحيد لابناء تلك المناطق ولكن المزايدات بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وكذلك تركيز كل منهم في قضاياه جعل قضايا تلك المناطق والتي تركزت في اعادة الدمج والمشورة الشعبية والتنمية وغيرها لا تأتي من ضمن اولويات الحكومة المركزية التي كانت تتقاسم همومها بين الشمال والجنوب، حتى انقضت الفترة التي كان من المفترض ان تكون بها المشورة الشعبية وانتهت حالة ال

الحلال والحرام في الرسالة الإرشادية الخاتمة (3)

من منظور فلسفة التحولات الاجتماعية البحث عن القيم الإلهية داخل الرسالة الإرشادية: لقد ظلت المجتمعات العربية طوال فترة الرسالة المحمدية تبحث عن قيم الخلاص الإنساني الإلهية بل سعت بإلحاح إلى استيعاب الرسالة الإرشادية كرسالة قيمية والإله المتعالي كاله سيد أو اله فاعل، فتلك المجتمعات لا تستوعب الإرشاد ولكنها تبحث عن قيم تلبي إحساسها بالإنسانية. ففي موضوع علاقة الإنسان بالبيئة المحيطة انتظر المجتمع العربي من الإله الفاعل ان يمده بقيم الخلاص الإنساني وليس قيم الإرشاد، فكانت الأسئلة تتواتر من المجتمع إلى الإله (يسالونك)، وكانت الاجابات تأتي بمعهود مجتمع التحولات (المكي) أو نخبه فمثلا (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ) فقد كان عرب الجاهلية يقومون بالشهور القمرية إذا كان في التجارة أو الحج ولذلك جاءت الإجابة بمعهود المجتمع المكي، (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ) وهذا ما كان يقول به المجتمع الجاهلى. فقد حاول المجتمع الجاهلي ان ينتزع قيم من الرسالة تواز

الحلال والحرام في الرسالة الإرشادية الخاتمة (2)

من منظور فلسفة التحولات الاجتماعية الحلال والحرام في فلسفة التحولات الاجتماعية: سنتناول الحلال والحرام في الرسالة العربية تحديدا من خلال مفهوم الحلال والحرام في علاقات الزواج (النكاح) والحلال والحرام في علاقة الإنسان بالبيئة. مفهوم الحلال والحرام: ان الحياة الإنسانية في حالة تحولات مستمرة منذ بدء الحياة والى الان، وتلك التحولات تعني اختلاف في تعريف الإنسانية والتي يتبعها اختلاف في الممارسة السلوكية التي تجسد ذلك التعريف للإنسانية، واستمرت التحولات الإنسانية من خلال التحول الاعمي وهو ترميز القيم السلوكية التي تحقق إنسانية اكبر قدر من المجتمع، ومع التحولات يختلف مفهوم الذات الاجتماعية وبالتالي يختلف السلوك المجسد لتلك الذات، وتحديدا مع الحراك غير متزن نسبة لعدم وجود تدوين نخبوي يوضح للمجتمعات مفهوم ومغزى الإنسانية. بالإضافة إلى افتراض ان مجتمع التحولات عبارة عن مجتمع قائم بذاته واحتفاظه بقيم إنسانية دون الكل المجتمعي المكون له. و عندما جاءت الرسالة الإلهية ولان المجتمع يستوعب الإله كاله فاعل فقد انتظر المجتمع العربي من الإله ان يقدم له قيم الخلاص الإنسانية، فكل ال

الحلال والحرام في الرسالة الإرشادية الخاتمة (1)

من منظور فلسفة التحولات الاجتماعية مدخل: شبه احدهم التحولات الاجتماعية بالطرفة التي تروي عن الصادق المهدي: ففي احدى ليالي الصادق المهدي في الثمانينيات وبعد حديث طويل رجع الاحباب في غاية الانتشاء وارد احدهم ان يتباهي لمن لم يحضر تلك الليلة فقال له: ان سيد الصادق الليلة قال كلام عظيم، فرد الاخر: قال شنو. فقال الأول: هو كلام سيد الصادق بيتفهم. وقد شبه ذلك الفرد التحولات الاجتماعية بالكلام الجميل الذي لا معني له. ولم يكن هو الأول فالتحولات الاجتماعية كفكر سوداني تواجه نقد في اتجاه احادي وذلك بفرض انها فلسفة متعالية على الواقع تستخدم تراكيب لفظية عصية على الاستيعاب من قبل النخب قبل ان تكون من قبل الافراد العاديين. وقد ذكرنا في عدة مرات ان تلك ليست حيلة للتباهي بالمخزون اللغوي أو الابستمولوجي، ولكنه المدخل الوحيد لاستيعاب التحولات الاجتماعية من خلال مصطلحاتها الذاتية ودلالاتها، فالنخب تريد الدخول بمخزونها الفكري إذا كانت الفلسفة المادية أو الفلسفة العربية التي تعتمد على الإله الفاعل وهو ما لا يمكن حقيقة، فإذا أرادت النخب ان تدخل على التحولات الاجتماعية فعليها المرور عبر حالة

الإله في الفكر الإنساني بين الإرشاد والترميز

اعتذر لمتابع السلسلة نسبة لمرض مفاجئ   ونواصل من اجل تدوين سوداني: ان من واجب النخب السودانية إذا أرادت ان تتحول الأمة السودانية إلى امة كتابية، أي إلى امة تستوعب ذاتها وتحولاتها الاجتماعية والاختلاف بينها وبين الاخر واستيعاب مفهوم الإله المتعالي، فعلى النخب السودانية ان تحرر ذاتها من التدوين العربي والغربي، ذلك التدوين الذي كان قاصر عن استيعاب مغزى الإنسانية وجعل من الإله أو الطبيعة مركز الكون وصار الإنسان نتيجة لذلك الفكر مفعول به. والأمة الكتابية هي الامة التي تستوعب تحولاتها وتدونها عن طريق النخب. وقد واجهت النخب السودانية معضلة في صياغة فكر سوداني يستلهم الواقع ويستوعب مغزي الإنسانية الذي يتجسد كوعي وسلوك داخل ثلاثية الإله والإنسان والبيئة، وكانت تلك المعضلة نتاج لهروب النخب السودانية نحو التدوين المتاح بدلا عن محاولة انتاج تدوين سوداني يعبر عن الواقع والإنسان السوداني، وبالتالي سارت النخب السودانية خلف النخب العربية والغربية في تدوينها واستيعابها للإنسانية. وحتى تلك النخب "الغربية والعربية" لم تبذل الجهد الكافي من اجل إنتاج رؤية تستوعب التحولات الاجتماعية

الرسالة الإرشادية المحمدية والوعي المجتمعي القبلي

من اجل تدوين سوداني: ان الوعي المجتمعي القبلي والعشائري يقوم على التماهي بين التميز في استيعاب الواقع وبين التميز الجيني داخل المجتمع المعني، فالفرد الذي يتميز في الاستيعاب يجب شرطا ان يكون متميزا جينيا. ولذلك تم اعتبار ان الرسالة جاءت للرسول لانه متميز جينيا (وهو ما نراه في الفكر العربي (الإسلامي) إلى الان، في انسحاب تميز الرسالة الإلهية إلى الرسول ومجتمعه باعتبار التميز الجيني)، ولذلك سعي الوعي المجتمعي إلى التماهي مع الرسول والرسالة باعتبار ان تميز الرسول الجيني يعني تميز مجتمعه بالتالي، ولكن بعد رفض الرسالة لذلك التماهي مع ذلك الوعي، واخبرهم الرسول بان الرسالة عبارة عن ارشاد ولم يات ليصبح ملك عليهم كان تساؤلهم لماذا لم يات الإرشاد إلى احد الكبراء حتى يجنب المجتمع الاستصدام ببعضه (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31))، ولم يستوعب ذلك الوعي ان الإرشاد يحمل في داخله تجاوز للترميز القبلي وبالتالي تجاوز لبعض السلوكيات والاستيعاب، وسعي ذلك الوعي إلى التماهي مع الرسالة كما هو ولكن تقاطع ترميز ذلك الوعي مع الرسالة أدي إلى رفض ذلك