المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٢

حول مفهوم الهوية من اجل فكر سوداني

ظل جدل الهوية يراوح مكانه على المستوى السوداني بالنسبة للنخب السودانية بين التعريف الغربي للهوية كذات فردية بعيدة عن ذاتها الاجتماعية وبين تعريف الثقافة العربية العرقي والذي لا يشمل الكل السوداني. ولنقد الخطاب السوداني يجب الوعي بالمكون لذلك الخطاب فهنالك الثقافة السودانية وفعلها الذاتي على مستوى المجتمعات والنخب ولكن دون تدوين خارج اطار الكلية الغربية والعربية، ثم هنالك الخطاب العربي بكل احالته التاريخية وينقسم بالتالي إلى الخطاب الأساسي كما هو داخل ثقافته الذاتية في محور الجزيرة العربية وبين الخطاب العربي المسودن نوعا ما داخل الثقافة السودانية، وكذلك الخطاب الغربي بكل ابعاده العالمية التي تم فرضها على الثقافات الأخرى ومنها الدولة الحديثة والديمقراطية إلى الفكر الغربي الذي يدرس على المستوى الجامعي باعتباره فكر عالمي يحتوي كل الثقافات ويتجسد داخل منظومة علم الإنسان ومن ضمنها علوم الاجتماع والنفس وغيرها. ولذلك عند بحثنا عن الفكر السوداني والذي يتجسد من خلال الإنسان السوداني فنحن نتجول بين عدة منظومات للفكر أو كما ذكرنا سابقا هي عبارة عن مراحل من الاستيعاب وإعادة الاستيعاب كوعي انسان

الإنسان بين الانثروبولوجيا والايدولوجيا من اجل فكر سوداني

(1) تمهيد: لقد ذكرنا سابقا في مقال الهوية ان أزمة الهوية السودانية تكمن في انفصال مجتمع التحولات الذي أنتجته المجتمعات السودانية عن الثقافة وهو ما أدي إلى ان يكون التدوين بعيدا عن الواقع واتجه مجتمع التحولات ونخبه إلى الرؤى التي فرضت ذاتها على الواقع السوداني إذا كانت الرؤية الغربية أو العربية فلم يكن هنالك إجابات تنبع من الواقع للأسئلة الكلية التي تؤدي إلى استيعاب الكل السوداني. ومن خلال ضغط التحولات استطاعت الثقافات العربية والغربية ان تفرض إجاباتها على الواقع السوداني مما أدي إلى ان تدور النخب داخل تلك الرؤى دون ان تستوعب معها مجتمعاتها. ولان تلك الإجابات نتاج لواقع ثقافي تاريخي محدد فهي لا تجد معناها الحقيقي إلا داخل تلك الكلية الثقافية التي أنتجتها ففي مفهوم الإنسان والإنسانية مثلا ونسبة لمراحل الكمون الطويلة لتلك الثقافات (العربية والغربية) بعيدا عن ضغط الاخر الثقافي فقد قدمت الثقافات العربية والغربية إجابات تحتوى الذات فقط دون الاخر ففي الثقافة العربية التي انتجت مفهوم الإنسان ليدل في الاخر على الإنسان العربي باعتباره قمة الإنسانية باعتبار قيمه وعاداته وسلوكه التي تم التدوي