المطالبة وليس المناشدة بإطلاق سراح وليد الحسين




تدرك المملكة العربية السعودية كما غيرها من الدول عزوف غلب السودانيين عن التدخل في شئون الدول الاخرى وذلك لانشغال السودانيين بهموم وطنهم الذي يقبع في مؤخرة الدول رغم احتوائه على شعب من افضل شعوب العالم من حيث القيم المجتمعية، وذلك الانشغال لا يجعلنا نغفل حقيقة واحدة وهو حق الدفاع عن كل السودانيين الموجودين في الدول الاخرى والذين لا يجدون الدعم من النظام السياسي القائم نتيجة لاختطافه من قبل جماعة الاسلام السياسي.
وهذا الشعب من اكثر الشعوب التي تدرك حقوق الاخرين ويدافع عنها قبل حقه ولذلك فنحن لا نناشد المملكة العربية السعودية في قضية وليد الحسين ويجب ان يكون الموقف الرسمي لكل الجهات ليس المناشدة ولكن المطالبة بحقوق المملكة العربية السعودية وحقوق وليد الحسين، فإذا ارتكب وليد الحسين أي جرم وفق العقد الموقع بينه وبين كفيله أو وفق قوانين المملكة العربية السعودية فنحن مع تقديم وليد الحسين ومحاكمته وفق قوانين المملكة وسيقف معها كل الشعب إلى ان تأخذ حقها كامل اما اذا لم تجد جرم طوال فترة اعتقاله منذ يوليو والى الان فيجب على المملكة اطلاق سراحه فورا والاعتذار عن فترة اعتقاله تلك فهي ليست منة ولكن حق من حقوقه الاساسية.
ندرك تداخل العلاقات الشخصية مع السياسة في دون العالم الثالث ولذلك لا ننفي قيمة المناشدة ولكنها يجب ان لا تكون القيمة الاساسية وان تتصدر المشهد السياسي فوليد الحسين إلى الان برئ في ظل عدم تقديمه إلى محاكمه ولذلك على المناشدة ان تبقي في حيزها وهو حيز العلاقات الشخصية، فإذا كان هنالك علاقة شخصية لأحد بالملك أو امراء المملكة يمكنه ان يتحرك في ذلك الاتجاه كتحرك شخصي اما التحرك الرسمي من قبل المعارضة يجب ان يكون المطالبة بالحقوق وليس المساومة عليها، فقد ارهقتنا المساومة تلك التي اضعنا في مقابلها الكثير، فوليد الحسين وكل معارض يجب ان يكون من اول المدافعين عن المبادئ ضد الأشخاص فوليد الحسين عبارة عن نموذج فقط لما يمكن ان يصيب كثيرين غيره فالي متي سنناشد تلك المملكة.
وعلى الجهات المنظمة في المعارضة ان يكون لها موقف اقوى من المناشدة والمطالبة فهي في عرف كل المعارضين تمثل الشعب اكثر من حكومة عمر البشير ولذلك نتمنى ان محاولة نرى زيارة لوليد الحسين في محبسه أو زيارة اسرته الصغيرة، وكذلك الدفع بمحاميين من اجل محاولة الوصول اليه فهذا ما ننتظره من المعارضة المنظمة.
ملحوظة:
هذا المقال ارسلته إلى الراكوبة بعد المناشدات الكثيرة التي قراتها، ولكن نسبة للظروف التي تمر بها الراكوبة لم تستطع نشرها ورايت نشره هنا للتاريخ فقط.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرسالات الإرشادية بعيدا عن التدوين العربي (2)

من الانتفاضة إلى الثورة السودانية (1)