فاليكن خليل إبراهيم قدوة للجبهة الثورية




لقد تابع كل ابناء السودان من خلال القنوات الفضائية أو من خلال الشبكة العنكبوتية الهجوم الذي نفذته الجبهة الثورية على مدن وقرى شمال كردفان، في محاولة من جانبها للرد على جماعة المؤتمر الوطني التي تصر على الحروب ولا تعرف غير لغة السلاح في الاعتراف بالاخر.
ولكن ما يؤخذ على الجبهة الثورية هو قصور ادائها الاعلامي في مواجهة الة المؤتمر الوطني ونقول ذلك لان الجبهة تطرح نفسها باعتبارها تمثل كل السودان وليس ابناء مناطق محددة وبالتالي كان يجب عليها عدم اهمال العامل الاعلامي في التواصل مع الإنسان السوداني العادي، وكل من يتعاطي الشان السياسي يتفق مع الجبهة الثورية بان جوهر الازمة في الخرطوم وفي حكومة الخرطوم وان جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور ومن قبلهم الجنوب عبارة عن تداعيات للازمة وليس اصل الازمة.
وكذلك نعيب على الجبهة الثورية ترويعهم وتعديهم على المواطنين وتحميلهم جزء من جرائم المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، ليس في الهجوم الاخير في شمال كردفان فقط ولكن ما قبله في كادوقلي وتولدي وغيرها، فعلي الجبهة الثورية ان لا تستعدي مواطنين لا ذنب لهم، فماذا فعل ابناء ام روابة وما جاورها حتى يكابدوا الظلام والعطش والتعديات الفردية من قبل قوات الجبهة الثورية. فتلك التصرفات ونرجو ان تكون فردية تقوض جهود من يقول بعدالة قضية ابناء جنوب كردفان والنيل الازرق أو قضية الجبهة الثورية عامة. فكلنا يعلم ان حديث المؤتمر الوطني عن السلام هو حديث للاستهلاك فقط، فسعيه إلى المحادثات الاخيرة ليست من اجل علمه بوجود قضية في تلك المناطق ولكن بدفع من المجتمع الدولي لذلك انسحب وفده من بداية جولة المفاوضات، ونعرف كذلك ان الهجوم الاخير محاولة من الجبهة الثورية للفت انظار العالم وايجاد مزيد من الضغط على حكومة المؤتمر الوطني، ولكن ما نتمناه ان لا يكون تنبيه المجتمع الدولي من خلال المواطنين الأبرياء. فيكفي أولئك المواطنين ما ترتكبه حكومة المؤتمر الوطني في حقهم.
وهنا نلجا إلى التاريخ القريب وليس البعيد ونضرب المثل لقوات الجبهة الثورية بكيفية التعامل مع المواطنين من خلال هجوم المرحوم خليل إبراهيم على ام درمان، فكل من كان في ام درمان في تلك الليلة يعرف ان من حماه من ذلك الهجوم ليس قوات المؤتمر الوطني التي بلعتها الارض ولكن اوامر خليل إبراهيم لقواته بعدم التعدي على المواطنين وممتلكاتهم وكانت اوامره التي نفذتها قواته بحرفية هي استهداف كل ما ينتمي للمؤتمر الوطني فقط إذا كان افراد أو دور عند دخول المدينة (ام درمان). ولان الجبهة الثورية تحزو حزو خليل في علاج الازمة في الخرطوم عليها عدم استعداء الشعب وترك اعلام المؤتمر الوطني ليلعب به.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرسالات الإرشادية بعيدا عن التدوين العربي (2)

من الانتفاضة إلى الثورة السودانية (1)