إلى الشباب الثوري من اجل كسر حاجز الخوف




ان رؤية الحركة الإسلامية ومن بعدها المؤتمر الوطني لتنظيمهم السياسي باعتبارهم مجتمع الله في الارض ولا احد يماثلهم في الإيمان هو ما رفع من قيمة التنظيم السياسي وجعله اعلى من قيمة الوطن وهو السبب الأساسي في الازمة الحالية، فقد اقامت الحركة الإسلامية وعرابها د. حسن الترابي اكبر تنظيم نازي عنصري داخل السودان على انقاض كل القيم الإنسانية والسودانية، ولاجل ذلك التنظيم دمرت الحركة الإسلامية كل الاعراف والتقاليد التي قامت على اساسها الثقافة السودانية، فكان الانتماء إلى الحركة الإسلامية هو الأساس وماعداه كفر ونفاق هكذا ربت الحركة الإسلامية اعضائها، فلم يكن تنظيم الحركة الإسلامية هو تنظيم سياسي ذو برنامج خدمي للكل السوداني ولكنه تنظيم اجتماعي مقابل للعشائر والقبائل وغيرها من المجتمعات ولذلك وظف كل الدولة السودانية منذ استيلائه على السلطة لخدمة اعضائه، وكان مقابل ذلك ان تبيع الاعضاء انتمائها الحقيقي لصالح ذلك التنظيم، فكان اعضاء الحركة الإسلامية يكتبون التقارير عن اهلهم وعشريتهم واصدقائهم لصالح تنظيم الحركة الإسلامية. وقد استغلت الحركة الإسلامية العلاقات الاجتماعية وبنت على اساسها تنظيمها فكان الفرد من الحركة الإسلامية يصحاب ويخاوى الاخرين ليس خوة حقيقية ولكن ليهتك العروض ويمشي بالنميمة فنجد في تلك التقارير من يصف ابويه بالكفر واخوانه بالنفاق واصحابه بالفجور.
ولم تكتفي الحركة الإسلامية بذلك ولكنها لمزيد من زعزعة الثقة وتحديدا في التنظيمات السياسية لجأت إلى زرع اشخاص داخل تلك التنظيمات يمدونها بما لم تستطع اليه سبيلا، فهذا هو الدين الذي تبشرنا به الحركة الإسلامية!!!!!
وقد افسد كل ذلك على المجتمعات قيمها التي قامت عليها ومفاهيمها وزعزعت الثقة بينهم فقد كان للمجتمعات تعريف محدد لقيم القرابة والصحبة والزمالة افسدتها الحركة الاسلامية، وعمت الفتنة بين الناس فهرع كل منا إلى ما يميزه عن الاخرين وليس إلى ما يجمعه مع الاخرين.
ولا يريد المؤتمر الوطني ان يستوعب الجرائم التي ارتكبها في حق السودان وطنا وشعبا فقد قسم الوطن إلى دولتين مع احتمال الزيادة والشعب إلى قبائل متحاربة وسيستمر غير عابئ بتلاشي الوطن والشعب. ولا يحس اعضاء الحركة الإسلامية بالازمة الا عندما يكونوا بعيدين عن السلطة لذلك قالها اعضاء المؤتمر الشعبي بان الذين في السلطة قد طغوا وتجبروا واخر من قالها صلاح قوش بان الله يعذبنا بجرائمنا التي ارتكبناها في حق الشعب السوداني. ولذلك لا يمكننا ان نعتمد على عضو من الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني مادام في السلطة فهو لا يعي بالازمة كما يحاول الصادق المهدي في محاولته في مفاوضة السلطة.
وقد آن للشباب الثوري ان يتحد لمجابهة كل الاخطار المحدقة بالوطن من اجل انفسنا أولا ومن اجل الاجيال القادمة ويجب ان ننتبه اننا نواجه اخطبوط وليس تنظيم سياسي ويجب على كل منا نزعه من المكان الذي يوجد به، أي تعريته وفضحه ونشر مساوئه ليس من خلال النت فقط ولكن داخل مجتمع كل فرد، فالثورة السودانية هي خيار شخصي وليست عزومة، فهي خيار لكل من يشعر بالذل والظلم وتجبر الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني علينا كافراد قبل ان نري تجبر المؤتمر الوطني في باقي السودان على دار فور وجنوب كردفان وغيرها. فإذا بحثنا داخل ذاتنا نجد سبب شخصي للثورة على النظام القائم فالعطالة والتعذيب داخل معتقلات النظام في المظاهرات السابقة سبب للثورة والحاجة وعدم كفاية المرتبات ايضا سبب وعدم وجود العلاج وعدم القدرة على الزواج وتأسيس اسرة والتشريد نتيجة للسدود في المناصر وغيرها وتدمير المشاريع الزراعية في الجزيرة وغيرها سبب لثورة ابناء المزارعين، والعطش في مدن مثل الأبيض وبورتسودان التي اعلن بعض اعضاء مجلسها التشريعي الدعوة للانفصال نتيجة للعطش وغيرها وغيرها.
ولتحقيق الحلم بازالة حكم المؤتمر الوطني وتحويله إلى حقيقة نحتاج إلى عدة خطوات جادة، واول تلك الخطوات ان نؤمن اننا على حق في ما نقوله ونفعله فالله الذي حرم الظلم على نفسه وجعله محرما لا يمكن ان يكون هو نفسه الإله المتوهم في عقلية المؤتمر الوطني الذي يتخذه مطية لكل افعاله الظالمة والفاسدة، ولا يمكن الله الذي قال لا تجسسوا ولا تحسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا هو نفسه الذي امر عضوية الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني بذرع افرادها بين الناس للتجسس والغيبة والنميمة وغير ذلك من جرائم الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، وبما اننا على حق ولم نرتكب جرم في حق احد فيجب على المؤتمر الوطني الخوف مننا حتى ولو استخدم كل موارد الدولة لقهرنا وتخويفنا فهم في مجال الحقائق لا يمتلكون ذرة من الحق يدافعون بها عن انفسهم، فالنواجههم بحقيقتهم فنحن ليس ضدهم عبطا ولكن بسبب الجرائم التي ارتكبوها في حق هذا الوطن.
اما الخطوة الثانية التي نحتاجها بشدة ان نظهر تلك الشخصية التي لا تري في المؤتمر الوطني الا ما نختلف فيه معه ونري في كل المعارضين فقط ما نتفق فيه معهم، ونتعامل بشخصيتنا الحقيقية في كل المواقع ومن اولها التعامل داخل النت، فنحتاج ان نوقع باسمائنا الحقيقية فهي أول مراحل المصداقية نحو ذاتنا الحقيقية التي نواريها خوفا من مواجهة خرف المؤتمر الوطني عند الدين والدولة وحتى نثق في بعضنا بعضا نحتاج إلى معرفة بعضنا، وهنا فالنستخدم الشبكة العنكبوتية لنتواصل ونوقع على دفتر الثورة السودانية باسمائنا في المواقع المعارضة مثل الراكوبة وغيرها أو في الفيس وتوتير وغيرها.
بعد هذه الخطوة يأتي الفعل على ارض الواقع حتى يتحول الحلم إلى حقيقة، وفي هذه الخطوة نحتاج إلى اجسام فاعلة تقنع الشعب بعدالة قضيتها من خلال ثورة حقيقية وليست مظاهرات اضرب واهرب السابقة (وليس من العيب مناقشة القصور السابق) فقد كانت تلك المظاهرات تبحث عن تامين نفسها قبل ان تخرج وكذلك عدم وجود قيادة موحدة لتلك المظاهرات حتى تتحول إلى ثورة. وهنا يوجد جسمين يمكن ان يقودا الثورة السودانية اولهما هي تنظيم تحالف المعارضة وهو تنظيم جاهز تنقصه الارادة والاتفاق الكامل على قيادة الثورة وليس التنظير ودفع الشعب إلى ان يثور بالانابة عنهم فارواحهم ليست باغلي من ارواح أي فرد من الشعب السوداني فيجب ان يكونوا امام الثورة لا خلفها، وعندما نتحدث عن تحالف المعارضة فنحن هنا لا نقول اننا عفونا أو غفرنا للمؤتمر الشعبي ما ارتكبه افراده ولكننا نتفق معهم على الحد الادني الذي يجمعنا وهو ازاحة المؤتمر الوطني وعدم فرض رؤاهم علينا فرضا وكذلك يمكن لكل من استغلال السلطة في العشر سنوات الأولى من المؤتمر الشعبي ان يحاسب كشخص وليس كتنظيم. اما إذا استمر تحالف المعارضة في تردده فيمكنا ان نتجاوزه بصناعة جسم مواز وهو تجمع شباب وطلاب الأحزاب السياسية، وحقيقة يكفينا فخرا البيانين من شباب وطلاب الانصار ليعرف قادة التنظيمات ان للشباب كلمة ويجب ان يستمعوا لها والا فان الشباب والطلاب سيكون رايهم وفعلهم مخالف لراي القيادات. وسيحاول الصادق المهدي كسرهم ولكن اثبتوا لنا اننا يمكن ان نعتمد على انفسنا في القيادة إذا لم تتمكن القيادات من الاسراع في حل الازمة السودانية، وكنا نتمني ان يتبعهم شباب وطلاب الحزب الاتحادي الذين نعرف رايهم المخالف لقياداتهم في التحالف مع النظام القائم. فإذا تحرك شباب وطلاب التنظيمات السياسية يمكن ان نخلق جسم موازي للاحزاب السياسية في امكانه قيادة الثورة السودانية.
وحتى لا نقع في فخ المزايادات على الشعارات والتي هي الشباك الذي يدخل منه المؤتمر الوطني ليفرق بين التنظيمات السياسية، فعلينا كاقتراح ان نعتمد على شعار السودانوية الذي يعني السودان لكل سوداني مسلم مسيحي أو ينتمي لدين محلي، ديمقراطي علماني أو غيره المهم ان لا يفرض رؤيته على الشعب وان لا يختزل كل الشعب داخل التنظيم كما فعلت الحركة الإسلامية، أي ان يحتوى برنامجه السياسي على رؤية لكل السودان وليس السودان المسلم أو السودان المسيحي أو العربي أو الافريقي أو غيره.
فمعا إلى ن يتحقيق حلم الثورة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرسالات الإرشادية بعيدا عن التدوين العربي (2)

من الانتفاضة إلى الثورة السودانية (1)