معركة ام روابة: إلى متي نداوي المرض بخفض الأعراض




لقد ادمن المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية عند كل هزيمة تلم به ان يستنجد بالشعب السوداني باعتبار ان ما الم به قد الم بالوطن وللأسف هنالك من السياسيين المعارضين والأحزاب المعارضة من تنطلي عليه تلك الحيلة في كل مرة رغم ان أزمة السودان قد أصبحت معروفة حتى بالنسبة لبعض أعضاء المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية وتلك الازمة تتمثل في كيف يحكم السودان ووفق أي رؤية؟ وكيف يكون السودان وطن لكل السودانيين؟ ولكن إصرار بعض من المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية لاعتقال الوطن داخل رؤيتهم واستخدام اسلحة الدولة لكل من يقول لا لتلك الرؤية ولأولئك الأفراد هو ما يؤدي إلى تاخير علاج الازمة ليس الا.
فالجبهة الثورية وهم افراد من الشعب السوداني خرجوا لمقارعة رؤية المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية عندما ابت تلك الرؤية الا ان تقول لا لما عداها، وتلك الجبهة قد ذكرت بوضوح العبارة ان ازمتها كما بقية السياسيين المعارضين مع المؤتمر الوطني الذي يصر على تحويل الوطن إلى مؤتمر له، فعلى الحكومة قبل ان تصرخ وتستنجد وتصف هذا بالعميل وذلك بالخائن عليها اما ان تلجا إلى الشعب السوداني لحل الازمة الحقيقية المتمثلة في الخرطوم وليس ام روابة وغيرها حتى يتم العلاج للمرض وليس للاعراض، أو تدير معاركها بعيدا عن الصراخ والعويل.
فخائن وعميل وغيرها من المصطلحات التي يصر عليها النظام والتي اتت من ستينيات القرن السابق أصبحت لا تخيف ذبابة فهي عند من يؤمن بان السودان لكل السودانيين وليس لاعضاء المؤتمر الوطني فقط، تلك المصطلحات أصبحت تمثل هروب من الازمة ليس الا. فالخائن الحقيقي هو من يحتكر الوطن له وحده ويشرع لنهب المال العام باعتباره مال المؤتمر الوطني ويغض الطرف عن المحاسبة بفقه السترة ويدفع ابناء الوطن الواحد لقتل بعضهم بعضا من اجل ذاته ورؤيته.
فعلي السياسيين والشعب عموما عدم الوقوع في شرك ادعاءات المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية واستيعاب الفرق بين اصل الازمة واثارها الجانبية، ومن جانب اخر نجد ان معركة ام روابة هي جزء من المعارك التي يعترف النظام بأنه يخوضها مع الجبهة الثورية ولذلك علينا ان نكون عادلين فنرفض كل المعارك من الجانبين باعتبارها محرقة لأبناء الوطن وبالتالي نضغط في اتجاه تشكيل راي عام لإيجاد حل بالحوار لتلك المعارك، اما ان ندين معارك الجبهة الثورية دون معارك النظام التي يخوضها ويعترف بها فهو كيل بمكيالين. فاليكن منهجنا نعم للحوار لا لكل الحروب إذا كانت في ام روابة أو كاودة أو جبل مرة أو النيل الازرق إذا كانت من جانب الحركات المسلحة أو من جانب الحكومة حتى ننفض ايدينا ونبرئ انفسنا من الدماء التي تسيل باسمنا باسم حماية الوطن والمواطنين.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرسالات الإرشادية بعيدا عن التدوين العربي (2)

من الانتفاضة إلى الثورة السودانية (1)